Image module

رسائل رباعي الأحرف

وعندما اكتملت الرسائل

إلى نبض صداه لا يزال يتردد، إلى أنفاس دفؤها ملأَ قلبي، إلى نظراتٍ لمعتها أضاءت حياتي …

إلى طيفك العابر وأثرك الباقي …

إلى سويعات هي زادي لعمر بحاله …

إليكَ أكتب وسأظل …

انتبه!!

فأنت تقف على عتبة بوابة حب سطره القدر وقهرته “الظروف”،

بوابة؛ لا زمانية ولا مكانية،

أرض لا تعترف بالمواقيت ولا تلتزم باتجاهات العالم الأربع.

اخلع ساعتك وألقِ بالخرائط، فأنت قيد الحب وأفعاله الآن ….

لم أكتب الرسائل على ترتيبها الحالي بل كنت أتذكر المواقف وأعيد ترتيبها وتحليلها وكلما دعتني ذكرى ونادتني أن اكتبها استجبت على الفور خشية أن يغلفها النسيان فتضيع مني ويضيع معها بعضي.

وعندما اكتملت الرسائل، قررتُ أن أصنفها وأعيد ترتيبها علّي أفهم سبب الفراق، أو لعلي أنصحك عزيزي القارئ فلا تقربه فأكون بذلك أنقذتك من ألم أعايشه وألفته وربما استعذبته.

لكن…

لا أخفيك سرًا، فهذه الرسائل مسروقة من الصندوق الخشبي المخبأ في الحجرة البحرية بالطابق الأول من المبنى رقم 9 في محطة الرمل بالإسكندرية.

وسأطلعك على كامل التفاصيل في روايتي القادمة…

 

لحظة فراقنا كانت مجرد انفصال جسدين لنتحد في كينونة كبرى…

أراك في النجوم وتراني في تتابع موج البحر…

 

في متاهة حديثنا الأخير…

ما بين “سأفتقدكِ” و”يجب أن نفترق” نسيت أن أسألك من سيحمل وزر هذا الفراق؟!

من الجاني؟! من يُلام على هذا الوجع؟! أنتَ أم أنتْ؟؟

Image module
Image module

لم نلتقي منذ عام … لم يغمرني ضياء عينك منذ عام، لم تضئ صفحة وجهي بنورك منذ عام، لم أستشعر الأمان منذ عام، لم أعرف طعم النوم قريرة منذ عام، لم تستقبلني يديك وكتفك منذ عام..

كيف سأعيد هذا العام؟ أم لعلك ستعوضني بضعفيه إذا ما التقينا؟

 

استحسنت كذبك وراقني، كما يروقني ويؤرقني عذاب الليالي …

 

كان ما كان بيننا، وللخيال اليد العليا..

 

ترى لمَاذا يقترن البرد بالوحدة والدفء بالونس؟

 

لقد كان الفراق في ألمه أقوى من روعة ذكرى اللقاء الأول..

وبين لقاءنا والفراق أيامًا لا أذكرها.

 

لم أتشبث بالحياة حبًا فيها بل فيك…

لكنك رحلت…

تيقنت أنك قد رحلت عني عندما تبدلت مفرداتك، ما عدت تستخدم كلماتي بعفوية في حديثك بل فتحت قاموسا جديدا.

 

هل راقت لك لعبة الغياب وألغاز الخطابات السرية؟!

 

ولكل حبٍ قمر يظهر من عتمة الليل كاملًا، ثم ينقسم وينحل ويرحل..

 

أطالعك وأتساءل هل تتبدل مشاعر من نحب؟ أم تتبدل مشاعرنا نحن فلا نعود نراهم كما كانوا …

 

لماذا لا تطاوعني يدي ويلومني قلبي في كل مرة أقرر أن أكتب لكَ فيها أنني أحبك…

 

وبين صبري عليك وشوقي ضاع الغرام وكف الكلام وتوقف الزمن وتزاحمت الأفكار وهمَّ العناد وقال أنا لها، وواقفنا جميعا على قرار وتوحدنا عليه وتعاهدنا ألا نعود أبدا.

 

وبين بوحي وصمتي مقبرة لن تسكنها الروح أبدًا …

Image module
احصل على الرواية
اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *